تصحيح الحديث بين المتقدمين والمتأخرين
تصحيح الحديث بين المتقدمين والمتأخرين
ناصر سوادي
بعد المقارنة بين المنهجين تخرج بنتيجة مغايرة لما هو متعارف وواقع فيه الجدل بين المتخاصمين من اتباع الاثنين ..
حيث المدعى انك حين تختار طريقة المتقدمين فإنك سلكت مسلكا سهلا ومنضبطا ليست فيه اي وعورة ، بل يتمتع بالمنهجية والضبط لسالكيه بينما العكس هو الصحيح ، وكذلك لمن اختار منهج المتقدمين فهو ليس فيه ضوابط محددة كما الاول ،
ففي حين وثق القدماء الحديث على خيارين : معتبر وغير معتبر ، ترى ان المنهج الجديد يقسم الحديث اربعة اقسام : ( الصحيح ، الحسن ، الموثق ، الضعيف ) ،
وسأورد بعض الإشكالات والمؤاخذات على كلا المنهجين بحسب ماسطره المشتغلون في الفوائد الرجالية :
1- ان الجرح والتعديل لدى اغلب القدماء لم يكن على اساس كون الراوي فاسقا ام ليس بفاسق عملا بمدلول آية ( النبأ ) ، بل كان التوثيق بحسب مايرويه الراوي ،
لذا يوصف فلان بأنه من الغلاة وفلان فطحي وفلان واقفي وفلان كذا وكذا ، اذ الاعتبار هو فيما يعتنقه من عقيدة او مذهب تارة و مدى فهمه للتشيع واهل البيت تارة اخرى.
2- ان التقسيم الرباعي الجديد للحديث جاء نتيجة تأثر العلامة وابن طاووس بالعامة ، والامر لايقف عند هذا الحد بل ان تطبيق هذا التقسيم الرباعي على الموروث الروائي متعسر جدا وسبب ذلك يتعلق بالنقطة الثالثة التالية .
3- ان الضابطة في توثيق الراوي لدى الرجاليين القدماء وكذا المحدثين ليست واحدة حيث ان مبنى ( النجاشي ) في التوثيق ليس هو ذاته لدى ( الطوسي ) ولا هو كذلك لدى ( ابن الغضائري ) ،
اذ اقر اصحاب الفوائد الرجالية بأن اولئك المتقدمين مختلفون في مبانيهم الاصولية والعقائدية ، لذا ما اعتبر ضعيفا في نظر النجاشي بسبب اعتباره مغاليا مثلا هو ليس كذلك في نظر الطوسي ، وذلك لآختلاف وجهات النظر فيما بين الاثنين .
4- اختلاف المتقدمين والمتأخرين في ضابطة العدالة التي على اساسها يوثق الراوي وسأورد في منشور لاحق الآراء في حد العدالة .
اترك تعليقاً