حرب المناهج
حرب المناهج
ناصر سوادي
بمجرد ما تطل اطلالة بسيطة على معظم ناشطي التواصل الاجتماعي ممن ينشطون في السجال الديني والفكري فإنك تطلع على ساحة للتناقضات والسجالات التي نادرا ماتخلو من التجريح الشخصي ، فما يعتقده ناشر ما صحيحا ومقطوعا بسلامته ينبري الآخر الناقد ليطيح بالفكرة المطروحة ويمسح بها الارض ،
ولو اردنا ان نعاين الحالة هذه من منظار دقيق نجد ان هنالك تشخيصا مهما لها يتعين على الخائضين بهذا الجدال ان ينتبهوا اليه ، الا وهو تعدد المناهج ، اذ ان تعدد المناهج في البحوث الدينية والفكرية في العصور المتأخرة لعب دورا صميميا في فهم ماخلفته الحقب التاريخية فيما كان لدى مفكريها من اتجاهات منهجية ، وكذللك ما خلفته وتخلفه الطروحات والبحوث الحديثة والمعاصرة من حداثة وانساق فكرية وفلسفية اخترقت التراث الديني الى جانب ما اخترقته من علوم شتى غيره ..
فإننا نعلم ان داخل الفكر الديني الذي توارثته الاجيال خطوط او قل اتجاهات مختلفة في الفهم فهناك : الاتجاه العقلي ، والاتجاه الروائي ، والاتجاه الفلسفي ، والاتجاه الباطني ، والاتجاه القرآني ، وغير ذلك من المناهج ، اضافة الى ما اضيف حداثويا واصبح لامحيص للباحث الاسلامي من ان يكون ملما بشتى الفلسفات والمشارب الفكرية والاستشراقية كي يكون على دراية فيما يطرحه او يؤمن به ،
واشد ماتمنى به الاوساط المتابعة ( في مجال التواصل الاجتماعي ) هو السجال العقائدي ومدى حساسيته لدى اصحاب المعتقد المدعى ، بالاضافة الى السجال الروائي ..
وفي رأيي ان اثارة ثقافة المناهج في الفهم هي افضل مايمكن اشاعته لدى المتلقين كي يفهم من يقرأ نقدا لعقيدة موروثة او ضرورة دينية ان الناقد ليس كافرا بل هو يخضع هذه العينة العقائدية او الدينية الى منهج علمي ليس فيه عيب وهو بالتالي هدفه تصحيح الموروث او الاشارة الى ما احتواه من تناقض او اشكالية يوجب على الامة ان تتفهمه وينعكس فهمها له على نضجها وسلوكها ..
وهذا الطرح سوف يخفف من غلواء التطرف في الطرح اذ هناك من تابعناه وهو ( داعشي ) في طرحه الفكري والديني ولا اقصد من ذلك كونه ( سني ) المذهب ، لا بل ان من داخل التشيع من يسير بسيرة التطرف الاعمى وهذا ماشهدته انا بنفسي على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي فهناك من يكفر شيعيا وهو شيعي وهناك من يفسق اصوليا او يكفره بينما هو روائيا وهما من مذهب واحد وصور من هذا القبيل مليئة بها المنشورات والتعليقات والمشاركات في العالم الافتراضي ..
اترك تعليقاً