طهران : ما هي المحاذير الايرانية من المفاوضات الامريكية

طهران : ما هي المحاذير الايرانية من المفاوضات الامريكية
امين كريم المرشدي
رفضت القيادة الإيرانية في طهران الطلب الأمريكي بالعودة إلى المفاوضات بما يتعلق ببرنامج إيران النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقيات السابقة و فرض عقوبات اقتصادية أدت إلى انهيار الأسواق الإيرانية و تسببت بازمات في الداخل الايراني و يبدون ان الهدف من تلك العقوبات هو اثارت الاوضاع الداخلية بالتزامن مع تخييم الربيع العربي على المنطقة و ظهور احتجاجات في الشوارع الإيرانية، غير أن انحراف مسار بعض ثورات المنطقة و اتخاذها عمق طائفي إرهابي و تحول بعضها إلى نزاعات مسلحة مزقت جسد أغلب البلدان التي شهدت تغيرات أدى إلى نجاح القيادة الإيرانية في تشديد قبضتها الأمنية و تكثيف تواجدها السياسي و العسكري الى ابعد مدى في المنطق مما صعب على واشنطن مهمتها في تغيير وجه الشرق الأوسط على الاقل بعيدا عن شمال و شرق مضيق هرمز اللاعب الأكبر في المنطقة بعد سوريا و دخول روسيا كلاعب شريك في المنطقة و هذا ما دعم مواقف إيران الصارمة تجاه تصرفات واشنطن في المنطقة اذا ما استزغرنا حجم مواقف حلفاء واشنطن خصوصا في الأيام القلائل الماضية و هذا ما أكده التصريح الأخير للافروف بقوله ” روسيا ستعمل على ضمان ألا يسير الوضع حول إيران نحو السيناريو العسكري” .
في حين أوضحت القيادة الإيرانيةموقفها الرافض للتفاوض على لسان أعلى قمة في هرم القيادة المرشد خامنئي الذي صرح قائلاً “يطالبوننا بالتفاوض حول أسلحتنا ويسألون لماذا تصنعون صواريخكم طويلة المدى ، يطالبوننا بخفض مديات الصواريخ كي لا نتمكن من قصف معسكراتهم في حال استهدفونا ، و المرشد خامنئي: يقولون لنا تعالوا لنتحدث عن عمقكم الاستراتيجي في المنطقة يعني يطالبوننا بالتخلي عن هذا العمق .”
و هنا لا بد من التوقف و التفكير في حجم هذا العمق الذي لا ترغب ايران التخلي عنه و مدى تأثيره على المنطقة خصوصاً و ان أغلبه يحمل طابع عسكري نشط في سوريا مروراً بالعراق ليضع الخليج العربي ( الفارسي ) كما يحب الايرانيون تسميته قاب قوسين من الهيمنة العسكرية الإيرانية بعد الفشل الكبير للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن و الذي تطور إلى وصول القوات اليمنية إلى العمق السعودي و ضرب أهداف استراتيجية في الرياض بمساعدة ( شرفاء ) كما أطلق عليهم اليمنيون خلال مؤتمر صحفي اعقب العملية .
اترك تعليقاً