تفاؤل بقرار توزيع الاراضي
تفاؤل بقرار توزيع الاراضي
بقلم سعاد حسن الجوهري
مازال القرار الحكومي القاضي بتوزيع الاراضي على المواطنين سيما الفئات المشمولة يحظى بترحيب شعبي واسع. اصحاب الدخل المحدود يرون في القرار انتصارا لانتظار سنوات طوال نتيجة حاجتهم الماسة لهذا القرار الذي من شانه انقاذهم من شبح ازمة السكن والغد المجهول. لكن الخطوة المطلوبة من قبل الحكومة بعد هذا القرار هو الاسراع بطمئنة المواطنين على ان القرار ليس كسوابقه في ان يبقى حبرا على ورق. فالمتتبع لازمة السكن الخانقة في العراق يجد بسهولة انها احدى اكبر معرقلات الحياة العراقية العامة. وللاسف ورغم وجود اكثر من ثلثي اراضي العراق جاهزة للسكن الا ان هذه الازمة دفعت بالكثير من المواطنين سيما ذوي الدخل المحدود الى اقامة البيوت في الاحياء العشوائية تحت مسمى (الحواسم) والتي تسببت بتشويه صورة المدن سيما العاصمة بغداد اضافة الى باقي المحافظات. الان وبعد ان تمكن العراق من تجاوز سنوات المحنة المتمثلة بالارهاب الذي عطل النهوض بواقع الخدمات والتنمية اصبح المشوار متاحا اكثر من ذي قبل لاحتواء ازمة السكن عبر خطط عاجلة ومهنية وعلمية. هذا القرار الحكومي من شانه احتواء ازمة السكن وبالتالي انهاء واحد من اصعب الملفات التي لازمت حياة الفرد العراقي وتحولت بمرور الوقت الى معضلة كبيرة تبحث عن حلول. الحكومة الان مطالبة باعتماد التجارب التي سبقت العراق في الدول النامية في مشوار مكافحة ازمة السكن وبالتالي وضع الخطط التي سارت عليها تلك البلدان بنظر الحسبان. قرار توزيع الاراضي سيبقى عقيما ما لم توازيه خطط عملية وعلمية في مجال البنى التحتية والمحافظة على هيئة وشكل المدن. غير ان هذه المخاوف لاتعني بان القرار لم يكن مفرحا لعامة الشعب العراقي.
اترك تعليقاً