انتخابات فيفي عبده برقصة الكوبرا

ضياء ابو معارج الدراجي
افاعي العراق والراقص معها اختلطت عليهم اصوات المزامير التي ينفخ فيها حواة العملية السياسية العراقية الخارجية والداخلية ليختلط الرقص عليهم منهم من يترنح على الجوبي والهجع ومنهم من يهز اكتافة على الدبكة و الهلبكي و شايي ومنهم من يلطم على الشور واخرون يرقصون الراب والجاز والدحية ويبقى المواطن يبحث عن عازف يجيد لحن (انا المسيجينة انا الي باعوني بدينار باعوني من البصرة باگوني) يحمل بيديه عصى موسى ليلقيها في حلبة الرقص متحولة الى ثعبان يبتلع كل تلك الافاعي الراقصة ويلجم اصوات المزامير المتحكمة في سياسة العراق حتى يخروا له ساجدين
كل ذلك الامل كان معلق على انتخابات مبكرة خالية من المال السياسي والسلاح المنفلت تجرية حكومة عبدالمهدي بعد ان قدمت استقالتها لتحل البرلمان الهزيل الذي أنتجته انتخابات ٢٠١٨ الهزيلة ويستطيع المواطن ان ينتخب قادة للوطن بقانون منصف يكون فيه الشعب هو صاحب القرار بالاغلبية .
لكن الافاعي وراقصيها ومرقصيها التفوا على كل تلك الامال لانتاج حكومة اهزل من التي قبلها وكذلك التصويت على قانون انتخابي هزيل يكرس الطائفية والمذهبية والعشائرية ويشتت القرار السياسي اكثر مما هو مشتت مع ابراز عضلات مسلحة هنا و هناك لارهاب المواطن وارعابه حتى عمليات داعش الاخيرة تدخل ضمن هذه الاستعراضات المسلحة التي يفتعلها الساسة من كل الاطراف لتستمر عمليات تأجيل الانتخابات حتى تصل الى موعدها الرسمي ليكمل البرلمان العراقي دورته الكاملة ذات الاربع سنوات ويسقط مشروع الانتخابات المبكرة ويذهب كلام المرجعية ادراج الرياح
لتفقد الاغلبية المسحوقة ثقتها بالعملية الانتخابية وتقاطعها ،تلك العملية التي صممت لوصول الافاعي الراقصة من جديد الى حكم العراق بما لديها من اتباع لا تمثل غير ١٨% من المصوتين و المستفيدين منهم و عزوف عام للاغلبية الصامتة عن اختيار ممثليهم قد يستغل هذا العزوف شوائب وعوالق بوقية ليس لهم ثقل لا هنا ولا هناك ليعلن نفسه ممثل عن المقاطعين وهم منهم براء.
لتعود افعى الكوبرا تنفث سمها في الجسد العراقي الجريح بثوب وحركات رقصات فيفي عبده المغرية للناظرين.
ضياء ابو معارج الدراجي
اترك تعليقاً