الساعدي يوجه رسالة مفتوحة الى مؤتمر قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار

الساعدي يوجه رسالة مفتوحة الى مؤتمر قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار
بسم الله الرحمن الرحيم
عشية انعقاد مؤتمر قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار في العاصمة بغداد تتطلع الأنظار في العالمين العربي والإسلامي ودول الشرق الاوسط الى ما يترشح من هذا المؤتمر القمة
وفي ظل تفاقم الأزمات في المنطقة على المستويات المختلفة امنيا وسياسيا واقتصاديا وبيئيا ( الكوارث الطبيعية ) نجد لزاما على أنفسنا ان نوجه هذه الرسالة المفتوحة للمجتمعين في المؤتمر القمة وهي على عدة محاور :
المحور الاول : ان استمرار الصراع المسلح في المنطقة في كل من سوريا واليمن والبحرين هو استمرار لنزيف الدم الإنساني والعربي واستنزاف لثروات هذه البلدان بالاضافة الى إنهاكه لاقتصاديات الدولة الأطراف او المؤثرة فيه فيجب ( الإيقاف الفوري ) لكل أنواع الصراع المسلح واللجوء الى الحوار وحل النزاعات على اساس تسويات تاريخية ( تحفظ الحقوق المشروعة ) للاطراف وتمنع ( التقسيم والتفتيت ) للدول وتنهي ( عملية الاستنزاف البشري والاقتصادي ) وان استمرار الصراعات المسلحة يؤذن بحرب شاملة تُجر لها المنطقة جرا والمستفيد الوحيد من ذلك هو ( الكيان الصهيوني ) ودول ( الهيمنة العالمية ) فندعو المؤتمرين في قمة بغداد الى إصدار اعلانا للسلام يسمى ( اعلان بغداد ) يتضمن ما ذكرناه أعلاه .
المحور الثاني : ان مما افرزته الحقبة السابقة هو نمو الارهاب والجماعات المتطرفة وبالتالي نشوء ( اجيال التكفير ) التي تؤمن بالفكر المتطرف الذي يشجع على العنف والتكفير ونبذ الحوار وعدم قبول الآخر والتمييز على اساس الانتماء العقيدي او المذهبي او الديني
ان هذه الأجيال لم تأتي من فراغ بل انها كانت نتيجة عمل ممنهج ومدروس لصياغة العقول وفق منهج التكفير والتطرف عبر مدارس ومناهج في عدد من الدول معتمدة على مؤلفات وكتب التكفير والتطرف من الموروث السابق لبعض المدارس الشاذة.
ومن هنا فان مؤتمر القمة في بغداد مدعو الى تبني ما طرحناه سابقا ونجدد الدعوة اليه اليوم وهو ( مشروع الشرق الاوسط الكبير لإعادة الاندماج الفكري والمجتمعي ) فان المجتمعات التي تعرضت الى موجات الارهاب والتكفير تعاني من نشوء ( اجيال التكفير ) وحتى مع القضاء على الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة لا يمكن ان يكون كافيا مالم تحارب الأفكار المتطرفة والتكفيرية من خلال هذا المشروع الذي ندعو له لإعادة ( صياغة العقل ) لدى هذه الأجيال وإعادة اندماجها في مجتمعاتنا العربية والمسلمة ، فنرى ان يتضمن ( اعلان بغداد ) الاتفاق الى دعوة الدول التي تعرضت للإرهاب او التي تتغذى فيها الأفكار التكفيرية والإرهابية الى تبني مشروع الشرق الاوسط الكبير لإعادة الاندماج الفكري والمجتمعي مستعنين على ذلك بالخبرات الدولية والمؤسسات العالمية الموثوقة.
المحور الثالث : في ظل التغيرات السياسية الكبيرة في انظمة الحكم لدى الكثير من دول المنطقة العربية او المسلمة واتجاهها الى ( تمكين الشعوب ) من حكم نفسها بنفسها على اساس ( التحولات الديمقراطية ) واعادة بناء الدول ومؤسساتها وفقا لذلك لم تعد الاتفاقات والمعاهدات التي تبنتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي سابقا تفي بمتطلبات هذه التحولات الديمقراطية وعليه فان المجتمعين في المؤتمر القمة مدعون في ( اعلان بغداد ) الى دعوة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الى اعادة النظر في الاتفاقات والمعاهدات التي تنظم عمل الدول الأطراف فيها وخصوصا فيما يتعلق ( بمكافحة الارهاب ) و ( الحكم الرشيد ) و ( مكافحة الفساد ) و ( مكافحة المخدرات ) واعادة النظر في الهياكل والمؤسسات التابعة للجامعة العربية والمنظمة الإسلامية بما ينسجم مع هذه التغيرات والتحولات الديمقراطية التي تتحول فيه الهياكل والمؤسسات وما ينتج عنهما الى مراكز تعزيز للديمقراطية والحكم الرشيد وتلبي تطلعات الشعوب في ربيعها العربي
المحور الرابع : ان المجتمعين في المؤتمر القمة في بغداد يمثلون شعوبهم ودولهم باعتبارهم رؤوساء المجالس النيابية وهذه الشعوب تتطلع الى ان ياخذوا دورهم في تعزيز كل ما من شأنهم ان يعالج مشاكلهم المتشابهة غالبا في كل هذه البلدان ومن أهمها الفقر والمجاعة والبطالة وما أسفرت عنه الكوارث الطبيعية من جهة والحروب والصراعات المسلحة المستمرة من جهة أخرى من قتل وتشريد وتهجير ومن هنا فان قادة البرلمانات العربية والإسلامية مدعون ان يتضمن ( اعلان بغداد ) اتفاقا شاملا على تشريعات ملزمة تعالج هذه المشاكل وتسخر امكانات هذه الدول بشكل مشترك لأجل التأثير في الدول الأطراف الاخرى في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بما يسهم في تحقيق الهدف العام من المؤتمر ( الاستقرار والتنمية )
كلنا امل ان نرى ( اعلان بغداد ) في ختام المؤتمر القمة يأخذ ما ذكرناه من محاور كقضايا أساسية ليخرج عن نمطية الموتمرات الشكلية الى المؤتمرات الناجزة الفاعلة مع تمنياتنا الى مؤتمركم بالنجاح والتوفيق
اترك تعليقاً